ختام لقاء العلماء في ديار بكر: محمد غوكطاش يدعو إلى «ممارسة إسلام حسَن» لجذب الضالين والعودة إلى القيم

اختُتمت في ديار بكر فعاليات «اللقاء العاشر لعلماء وطلبة العلم» بعنوان «المبادرات الأيديولوجية على هويتنا الإسلامية»، حيث قدّم الباحث والكاتب محمد غوكطاش محاضرة تناولت آثار المناهج الأيديولوجية الحديثة على الأسرة والمجتمع ودعا إلى إظهار نموذج إسلامي مؤدَّب وجذّاب يجتذب من انحرف عن الدين، مشيراً إلى أن التحولات الإقليمية تؤشر لعودة اهتمام شعوب غربية بالإسلام.
انطلق الاجتماع السنوي العاشر لعلماء وطلبة العلم، الذي نظّمته «رابطة العلماء والمدارس الشرعية (إتحاد العلماء)» في مدينة ديار بكر بمشاركة علماء وأكاديميين من إقليم كردستان ومناطق أخرى، تحت عنوانٍ نقاشي ركّز على «المبادرات الأيديولوجية المبنية على هويتنا الإسلامية». وشارك في أعمال المؤتمر وفدون من أطراف إقليمية ونسقته جلسات حضور قياديون من حركات وفصائل بينها ممثلون عن حركة حماس.
افتُتحت الجلسات بتلاوة قرآنية ثم توالت الكلمات العلمية والنقاشات. في الجلسة الأولى قدّم الباحث محمد غوكطاش عرضاً بعنوان يتناول «الضرر الذي أحدثته مشروعات قومية وإيديولوجية على البنية الأسرية»، متعرضاً لآثار المدارس الإيديولوجية المختلفة —منها ما أسماه تيارات قومية وعقائدية— على المجتمع التركي خصوصاً وعلى البنية الأخلاقية والتربوية.
وصف غوكطاش ظاهرة «الانحراف الأيديولوجي» بأنها لم تأتِ فجأة بل تراكمت عبر عقود، لافتاً إلى أن تجارب بعض الشعوب أدّت إلى تحولات ثقافية عميقة لدى الأطفال والطبقات القيادية، ورأى أن التداعيات امتدت إلى ظهور حركات أُخرى ذات طابع ماركسي أو شيوعي في فترات لاحقة.
وتطرّق المتحدث إلى تحوّل ملموس في ردود الفعل الشعبية إقليمياً وعالمياً تجاه الإسلام، مشيراً إلى موجة اهتمام متزايد في أوروبا، واعتبر أن أحداثاً مثل صمود غزة وظهور حركات المقاومة أسهمت في بث صورة مختلفة للإسلام أثارت تجاوباً شعبياً واسعاً.
في جانب منه دعا غوكطاش إلى نهج تربوي وسلوكي قائلاً إن الردع الأمثل تجاه من "انحرفوا" ليس المواجهة العدائية بل تقديم نموذج إسلامي جميل من أدب ووفاء وصمود، مضيفاً: «إذا أظهرنا هذا النموذج فسيكون لهم من نفسه طريق العودة»، وهنا ركّز على أهمية التربية والقدوة الحسنة والالتزام الأخلاقي كوسائل تغيير فعّالة.
كما تناول غوكطاش مسألة التحوّلات في صفوف اليسار الإقليمي، واعتبر أن انحسار التيارات الماركسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي صاحبه انحراف بعض الجماعات نحو الإسلام كخيار اجتماعي جديد، مبرزاً أن الممارسات الثقافية والتربوية يمكن أن تجذب الفئات المتباينة اجتماعياً وسياسياً نحو قيم إسلامية وسطية.
خلال الفعالية تبادلت الجلسات رؤى متعددة حول سبل حماية الأسرة وتعزيز المناهج التربوية الدينية، وخرج المشاركون بتوصيات حول التركيز على التعليم الديني الأخلاقي، والحوار المجتمعي، وعدم إقفال الباب أمام الذين يبدون استعداداً للعودة أو التغيير.
اختتم اللقاء بدعوات لمواصلة الحوار العملي بين المؤسسات العلمية والمجتمع المدني لتعزيز السلم المجتمعي وبناء برامج توعوية وتربوية تستهدف الشباب والأسر. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الأستاذ الدكتور وجيه سونمز خلال كلمته في الملتقى العاشر للعلماء الذي نظمته رابطة العلماء والمدارس (اتحاد العلماء) في مدينة ديار بكر، أن أخطر ما يعانيه المسلمون في العصر الحاضر هو تفكك الأسرة المسلمة، مشيرًا إلى أن القوى الصهيونية جعلت من هدم الأسرة وإفساد المجتمع مبدأً أساسياً في حربها على القيم الإسلامية.
أكد الباحث والكاتب محمد شاكر خلال كلمته في الملتقى العاشر للعلماء الذي نظّمته رابطة العلماء والمدارس (اتحاد العلماء) في مدينة ديار بكر، أن محاولات تفكيك وحدة الأمة الإسلامية استخدمت القومية الكردية كوسيلةٍ لإبعاد الشعب الكردي عن هويته الدينية الأصيلة، مشيراً إلى أن القومية السلبية ألحقت أضراراً كبيرة بالقيم الإسلامية والاجتماعية لدى الأكراد.
شدّد الدكتور عبد اللطيف ياسين خلال أعمال «اللقاء العاشر للعلماء» الذي تنظّمه رابطة العلماء والمدارس الشرعية (اتحاد العلماء) في مدينة ديار بكر، على أهمية الدور الإصلاحي للعلماء في مواجهة الانحلال القيمي والاجتماعي، داعياً إلى تأسيس منصات إعلامية إسلامية قوية تنتج محتوى عالي الجودة وتعمل على صون القيم الدينية والأسرية في مواجهة التيارات التغريبية.